السبت، 23 يناير 2010

فيلسوف الغلابه

لا شك ان اسماعيل ياسين كوميدي لا غبار عليه لكنه ايضا فيلسوف وصاحب رؤيه حياتيه
تحملها اغانيه ومنلوجته وتعابير وجهه بل ابعد من ذلك صاحب فكر انساني
لكننا لا نري غير الوجهه الكوميدي حتي الوجهه الدرامي له لم احد يلاحظه
في فليم انسان غلبان وهو فليم مليودرما تراه يبكي وهو يتحدث
نبرات صوته يسكنها شجن عتيق وتحمل الم عميق
وللقصه الفليم للذي لا يتذكرها عندما قابل فتاه كفيفيه تبيع ورد
واشتري ورده وشكرته , شكر يا جميل
نبرات صوته كانت تبكي حزن والم وكيف لا وان حياه كانت اشبه بالماساه ولكن بشفاه تضحك
لقد تعود فيسلوفنا ان يضحك الاخرين وهو في قمه الالم
حتي رصده للظواهر السائده ناقشها بموضوعيه وبسخريه احيانا
تحدث حتي عن السعاده
قولي يا صاحب السعادة (سعادتك!) هو إيه معنى السعادة ؟ كلنا عاوزين سعادة ,بس إيه هي السعادة؟ ناس قالولي إن السعادة للنفوس حاجة سموها الجنيه..... فضلت أجمع و أحوش في الفلوس لحد ما حسيت إني بيه وللا اللي قالولي إن السعادة في الغرام ويا إحسان أو نوال.. نظرة ثم ابتسامة و أخوك قوام طب في شرك الجمال.......
وعن الفقر والرضا ومطلع المنولوج
اللهم افقرني كمان اللهم اغني عدويني
انه الانسان الذي اضحك ملايين المصرين ومن الغريب ان لن يتحدث احد من ابناء جيله عنه
وكانه لم يكن يوما ملئ السمع والبصر لقد كان حلم اتي ليرسم الابتسامه ويلا السخريه كفنوه حيا بدور في فليم الحب والضياع دومحاذاة إلى الوسطر لم يتعدي 15 ثانيه
دور اعلنو ان قد مات وحان تكفينه وان عليه الرحيل
وتركو هذا الانسان الجميل يائن الم وحده
وكما الافيل ترحل حين تحس بقرب الاجل و تبتعد عن القطيع
انزوي وحيدا حتي مات
انه الانسان البسيط حتي في حياته وكما جاء للقاهره فقيرا رحل عن دنيانا فقير

من مايو عام 1972 إثر أزمة قلبية حادة
رحم الله فيلسوف الغلابه

الثلاثاء، 19 يناير 2010

الفلاحه العتيقه مصر



           الفلاحه العتيقه  مصر            

دوما انظر الي مصر واتخيلها كانها فلاحه عتيقيه تسكننا
تلك الفلاحه ترتدي الثوب الفلاحي العتيق صبيه عافيه تخطو بطول البلاد وعرضها
  شاهدت توحيد القطرين علي يد مينا العظيم وكيف سافرت لاول مره من الصعيد الي بر اسكندريه
وكم كانت فرحتها وهي ترا اهل الجنوب الطيبون وهم يرو البحر لاول مره وشمرت عن ساقيها وقذفت نفسها في البحر
وشاركت في بناء الاهرامات وكانت تقف فوق تله عليه وتشاهدهم يبنون وتضحك وتفرد شعرها في فرح
وواصلت نهر النيل الي قدمي الهرم وللعمال العطشي
وعندما تم الانتها ء منه زغردت حتي سمعها اهل الدنيا
وحاربت ضد الهكسوس مع ابنها احمس وشاهدت الانتصار واغروقت عينها بالدموع
 وتوسطت جنود مصر وهم يدافعون عنها ضد المغول
وشاهدت ايضا الفرنسيون وهم يضربون القاهره بالقنابل وضمدت جراح ابنائها
وشاهدت محمد علي وجيوش مصر تغزو الشام والحجاز وحجت مع جنود مصر
وطافت حول الكعبه وقفت بجبل عرفه مع جنود مصر البسطاء وهم يلبون نداء الله لبيك اللهم لبيك
ولاول مره في حياتها ترا بلاد العجم وجنود مصر يحرسونها كانها ملكه متوجه
وهي تطا قدميها الشاطي الاوربي
وكم بكت حين تحالف علي جنودها الفرنسيون والانجليز
وكانت تقف بجانب عرابي حين قولته الشهيره و لقد خلقنا الله احرار و لن نستعبد بعد اليوم
وكم غنت مع عرابي في حارات القاهره يا محني ديل العصفوه وجيوشنا هي المنصوره
ومع سعد غنت مع الفلاحين في كل جرن يا بلح زغلول يا حليوه يا بلح
وكم رقصت مع ناصر ابنها الذي انجبته وهي تغني والدموع في عينها فدادين خمسه خمس فداين
وكانت في 56 مع المقاومه الشعبيه وحاربت مع اهل بورسعيد
وسافرت الي اسوان وشاهدت السد العالي وزارة بني مره
وحين انكسرو جنود مصر صارت تلمم جراحها وتحاول الاتكاء علي عصاها للتقف من جديد
واتشحت بالسود حين رحل وبكته كم لم تبكي احد من قبل ابنها التي لم تلده
وكانت مع جنود مصر الذين عبرو القناه وكانت تصرخ معهم الله اكبر الله اكبر والقت عصاها وعادت صبيه وكانت مع نجيب و وزويل وكانت ترتدي سواريه وكانها فتاه في العشرين وقال بصوت عالي سمعه كل اهل الدنيا انهم اولادي اولادي
انها الفلاحه  العتيقه انها مصر

جزائر كمال


حين كنت في الصف الثاني الاعدادي كانت حصه العربي خارج نسق باقي الحصص ربما يعود للمدرس الماده
لانه دوما التطرق الي مواضيع خارج المنهج ويحكي لنا عن اسرار رحلته الممتعه الي الجزائر وكان مخيلتنا تسرح خلفه
الي بلاد المغرب وبتحديد الجزائر التي درس فيها سنوات من عمره وكان له ذرع واحده فقد الاخري في حرب 1967
وكان يحكي عن الجزائر انها بلاد تقع وسط معركه بين ما هو فرنسي وما هو جزائري وعربي
معركه طاحنه للتعريب وحب العروبه وكيف ان الاستعمار سار يفتش في النوايا بحثا عن ام كلثوم وعبد الوهاب الذي كان يفتش عنهم بجنون
واهلها الطيبون الذين يقابلو استاذنا بابتسامه بسعه بلاد العرب ويحملوه سلاما لاهلهم في مصر
عند العوده من الاجازه وكم حكي عن عم بو عمير ذلك الرجل الحر الابي الذي يسير كجندي منتصر و قد سجنه الفرنسيون
وكان قريب من الموت ويسمع صوت المقصله كل ساعه ويظن انه التالي
وكيف حفظ اجزاء من القران وهو في سن الستين وكان يحكي عن وهران وهي ترتدي علي استحياء
الثوب العربي والجزائر العاصمه وعن شبابها وعن ذاك الشخص الذي رفض اخذ ثمن المكالمه عندما علم انه مصري
وعن حبهم للعربيه وعن باسهم وشدتهم في مقاومه المحتل الذي لولم يخرج طواعيه للخرج جثث
وعن المقصله اللعينه التي كان يحكي عنها وعن حصد اروح الشهداء وانهم شعب قوي لايهبون الموت في المعارك
ويعشقون عبد الناصر ويعشقون مصر وكيف وقفنا دقيقيه حداد علي اروح شهداء الجزائر كلما تطرق استاذنا اليهم
لا اعلم ان مات استاذ كمال ام
ماذا سيقول لو هو حي اليوم
رحمه الله عليه استاذا كمال ورحمته الله علي عروبه سارت في دمائنا حتي ادمنها
يا استاذي لم يعدي من العروبه غير ثوب مهترا الكل يقذفه بعيدا عنه
اصبحت العروبه ذنب وصارنا فينقيون وامازيغ وفراعنه واشوريين
ولكن ستبقي حكايتك عن الجزائر في مخيلتي مادمت حي
جزائر الاستاذ كمال